د. راغب السرجاني
المشرف العام على الموقع
طبيب ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي، رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة، صاحب فكرة موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، صدر له حتى الآن 58 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي.
ملخص المقال
من هو الولي؟ سؤال يجيب عنه الدكتور راغب السرجاني ويوضح بعض الصفات التي يجب أن تتوافر فيمن نطلق عليه صفة الولي لله
من هو الولي؟
يجيب الإمام ابن حجر: المراد بوليِّ الله العالمُ بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته.
ويشرح الفرق بين الجزاء على الفرض والجزاء على النفل؛ فيقول: ويُستفاد منه أنَّ أداء الفرائض أحبُّ الأعمال إلى الله، قال الطُّوفيُّ: الأمر بالفرائض جازمٌ، ويقع بتركها المعاقبة، بخلاف النَّفل في الأمرين، وإن اشترك مع الفرائض في تحصيل الثَّواب فكانت الفرائض أكمل؛ فلهذا كانت أحبَّ إلى الله تعالى وأشدَّ تقريبًا، وأيضًا فالفرض كالأصل والأسِّ، والنَّفل كالفرع والبناء، وفي الإتيان بالفرائض على الوجه المأمور به امتثال الأمر، واحترام الآمر وتعظيمه بالانقياد إليه، وإظهار عظمة الرُّبوبيَّة، وذلِّ العبوديَّة، فكان التَّقرُّب بذلك أعظم العمل، والَّذي يُؤَدِّي الفرض قد يفعله خوفًا من العقوبة، ومؤدِّي النَّفل لا يفعله إلَّا إيثارًا للخدمة، فيُجَازَى بالمحبَّة الَّتي هي غاية مطلوب مَنْ يتقرَّب بخدمته[1].
إذن إذا كنتُ أُريد أن أتقرب إلى الله تعالى؛ فأوَّل أمر أبدأ به أن أؤدي فروضي، وإذا كنتُ أفعل ذلك، فأُجمِّل الفروض وأُحسِّنها، ثم أزيد بأداء النوافل وأُكثِر منها.
كما يرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ثواب التقرُّب إلى الله تعالى؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللهُ عز وجلّ:{ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً}[2]"[3].
المصدر: كتاب اجمل رمضان
[1] ابن حجر: فتح الباري 11/ 342.
[2] معناه من تقرَّب إليَّ بطاعتي تقرَّبت إليه برحمتي والتَّوفيق والإعانة، وإن زاد زدت؛ فإن أتاني يمشي وأسرع في طاعتي أتيته هرولةً؛ أي صببت عليه الرَّحمة وسبقته بها، ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود والمراد أنَّ جزاءه يكون تضعيفه. انظر: النووي: المنهاج 17/3.
[3] البخاري: كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28]، (6970)، ومسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب الحث على ذكر الله تعالى، (2675)، واللفظ له.
التعليقات
إرسال تعليقك